في إحدى المرات التي اجتمعنا فيها نحن وشقيقاتي المتزوجات على العشاء، كنت قد صنعت أصناف الطعام بنفسي واجتهدت في ذلك.. وبعد انتهاء المعركة ساعة التقديم .. وبدأ الجميع باﻷكل انسحبت من بينهم بهدوء حتى أكمل صراعي مع الحمية التي اتبعتها منذ فترة.. تذكرت حينها أنني لم أصلي العشاء .. وحين وقفت قائمة.. أهم بالتكبير.. فجاءتني أختي -أم وفاء- وأمسكتني برفق وهمست: لماذا لا تأكلين معنا؟. قلت: ما أريد .. اذهبي وكلي أنت.. فلم أشعر إلا وهي تضمني إليها بسرعة والدموع تلمع في عينيها وتقول في أذني: منذ فترة لم نجتمع ونأكل سوياً، أرجوك تعالي.. ثم ذهبت وهي تقول نحن ننتظرك.
تسمرت في مكاني وأخذت الدموع تشق طريقها بعنف.. ثم كبرت وفي أول سجدة أخذت أشهق ببكائي وأقول: “يا رب أنعمت علي بأفضل أخوة.. أحبهن ولست أرضى عليهن بدلاً، اللهم اجمعنا ولا تفرقنا أبداً.. اللهم ارزقنا الجنة واجمعنا فيها كما جمعتنا اليوم".. وحين انتهيت تمنيت لو أقبل أختي الرائعة، ليس لحنانها فقط، بل لأنها أسدت إلي معروفاً لن أنساه أبداً.. فقد كنت منذ زمن قد نسيت طعم لذة الدموع في الصلاة ومتعة الدعاء.. وغادروا جميعاً دون أن يشعر شخص منهم بالأثر الذي تركه ورائه.. وحين نام الجميع جمعت كفي وشحذت سهام الأسحار..
تحية مملوؤة بالمحبة لقلوبكم الطاهرة
![Laughing](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_lol.gif)
:flower: