كم قرية في ثنايا الكون مهملة
سادت وبادت بلا ذكر ولا نسب
لكن قريتنا في الدهر خالدة
قد سطرت مجدها بالنار لا الخطب
بجحفل بالغوا في حشده ، لجب
حين الغزاة على الأغوار قد زحفوا
كانت جميع بلاد العرب نائمة
كعصبة (الكهف) لم تأبه لمغتصب
ولم يكن غير (أردنَ)الفدا يقظا
ثبت الفؤاد أمام الروع لم يهب
فنافحتهم أسود الضفتين معا
يدافعون عن الإسلام والعرب
وجددوا ذكر (باب الواد) ملحمة
من الإخاء مدى الأجيال والحقب
كانوا أشاوس في الهيجاء ما فزعوا
ولا أفرق في الألقاب والرتب
إذ أمهلوا الخصم حتى صار بينهم
فحاصروه حصار ( اللام ) في ( حلب )
زجوا بهم لقمة للموت سائغة
جاءت لقوم لنيل الثأر في سغب
حيث الجراحات كانت بعد دامية
ومن (حزيران) لم تبرأ ولم تغب
ظنوا ( الكرامة ) كنزا لا سياج له
وما علينا سوى التبكير في الهرب
فإذ بهم دون جند من هوايتهم
صنع الشهادة إبداعا بلا تعب
عاد الغزاة خفافا دونما نفل
إلا بخفي ( حنين ) ، تب من سلب
وأورثونا سلاحا كان يحملهم
على الغرور وما صانوه من عطب
فكل دبابة أطفالنا انتصبوا
في برجها قد رأوها زينة اللعب
***
بوركت يا شهر (آذار) لنا علما
يكافئ الأمَ عمَا كان من نصب
فنحن للأرض قدمنا هديتنا
عقدا من الشهداء الغرَ، لا الذهب